بعد الإمارات والبحرين.. دعوات بموريتانيا للسلام مع إسرائيل
عدن لايف – العين الإخبارية
اعتبر سياسيون موريتانيون أن إبرام البحرين معاهدة السلام مع إسرائيل، وقبلها دولة الإمارات العربية المتحدة، أدّى لتحريك المياه الراكدة في عملية السلام بالشرق الأوسط، مؤكدين أن تلك المعاهدات تخدم القضية الفلسطينية بشكل كبير.
فوائد إبرام معاهدات السلام التي تعتزم البحرين والإمارات توقيعها مع إسرائيل رسميا، الثلاثاء المقبل، في البيت الأبيض، دعت شخصيات موريتانية بلادهم لاتخاذ نفس الخطوة.
وزير الإعلام الموريتاني السابق محمد ولد أمين اعتبر، في تصريحات خاصة لـ”العين الإخبارية”، أنَّ الخطوات التي اتخذتها الإمارات والبحرين نحو السلام تخدم بشكل كبير القضية الفلسطينية، ويجب أن تتخذ بلادنا نفس الخطوة لتعزيز السلام في المنطقة.
وقال ولد أمين إنه يتفهم خطوة موريتانية مماثلة للصيغة التي اعتمدتها الإمارات والبحرين في تحطيم الحاجز النفسي بين الفرقاء.
وبدوره تمنى الكاتب والإعلامي الموريتاني سالك الشيخ، في تغريدة على حسابه بتويتر، أن يعيد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني علاقات بلاده مع إسرائيل، بعد الخطوات الشجاعة للإمارات والبحرين.
وتمنى سالك الشيخ أن يكون ذلك مقابل تطوير إمكانيات الجيش الموريتاني، والاستفادة من العلاقات الثنائية مع إسرائيل لما يخدم مصلحة الشعب الموريتاني، مشددا على أن “السلام لا يعني التخلي عن حقوق الشعب الفلسطيني”.
معاهدة تخدم القضية الفلسطينية
واعتبر ساسة ونشطاء موريتانيون أن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل تمثل فكرة واقعية جديدة للتعاطي مع قضية فلسطين، واستعادة الحقوق العربية كاملة.
وأشاد هؤلاء الساسة والنشطاء في مقالات وتدوينات بموقف موريتانيا الداعم لخطة السلام الإماراتية في الشرق الأوسط، مؤكدين أن هناك تطابقا في الرؤى والمواقف بين البلدين في مجمل القضايا العربية والإقليمية والدولية.
رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم سيدي محمد ولد الطالب أعمر، عبّر عن “اعتقاده الجازم” بأن دولة الإمارات بقيادتها الحكيمة، وتاريخها الناصع، مؤتمنة على القرارات التي تتخذها خدمة للقضايا العربية والإسلامية.
وأشار ولد الطالب أعمر، في مقال نشرته وسائل إعلام موريتانية الخميس، أن “القناعة راسخة بكون الإمارات بما تمتلك من حسن تقدير وتدبير لحماية مصالحها ومصالح أشقائها، من أكثر الأشقاء حرصا على استعادة الفلسطينيين لحقوقهم غير منقوصة، من خلال استقلال دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية”.
ولفت رئيس الحزب الحاكم في موريتانيا إلى أن العلاقات الموريتانية الإماراتية متميزة، تشهد تطابقا في الرؤى والمواقف حيال مجمل القضايا العربية والإقليمية والدولية.
وأوضح أهمية توطيد موريتانيا لعلاقاتها بالإمارات، لمواجهة التحديات الأمنية في فضاء الساحل الناتجة عن الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتهريب، إلى جانب الهشاشة الاقتصادية وضغوط التصحر والجفاف.
ومن جانبه، اعتبر الكاتب والناشط السياسي الموريتاني عبدالله محمدو أن “الواقعية ومنطق العقلانية السياسية في منطقة الشرق الأوسط يستدعي أن تعمل كل دولة بما تمليه عليها قناعتها، بما يجسد قيم الاستقرار والتنمية والمصالح الوطنية القومية العليا”.
الناشط والمدون الموريتاني الشيخ بده الشيخ نوّه بأهمية مواقف السياسة الخارجية العقلانية، مبينا أنّ مصلحة موريتانيا تقتضي التعامل مع التوازنات الإقليمية والدولية، بعيدا عما وصفه بالخضوع لمنطق العنتريات والشعارات الفارغة على حد رأيه.
وبدوره، أشاد الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني المصطفى محمد المختار بـ”الأسلوب الجديد المتبع في تحريك مبادرة السلام في الشرق الأوسط بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة”.
واعتبر ولد محمد المختار في تصريحات لـ”العين الإخبارية” أن” الخطوة الإماراتية شجاعة وحكيمة وتستند إلى كثير من الدعائم القوية والآليات والشروط الضامنة لحقوق الشعب الفلسطيني والمحافظة على قضيته.
وأشار محمد المختار إلى أن المعاهدة الإماراتية أزاحت الكثير من الحواجز النفسية والعقد الذاتية في المنطقة العربية، مما يؤهلها لأن تكون نموذجا يحتذى به في هذا الاتجاه من طرف بقية البلدان.
موريتانيا تدعم الإمارات
وأكدت موريتانيا دعمها لدولة الإمارات العربية المتحدة في المواقف التي تتخذها وفق مصالحها الوطنية ومصالح العرب والمسلمين وقضاياها العادلة.
وثمّن بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، نشر يوم السبت الماضي، مواقف الإمارات الثابتة تجاه فلسطين وحق شعبها في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.
وقال البيان “الجمهورية الإسلامية الموريتانية، تقديرا منها لروابط الأخوة والعلاقات التاريخية التي تربط بينها وبين دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وثقة منها بحكمة وحسن تقدير قيادات الإمارات وما قدمته من تضحيات كبيرة وخدمات جليلة لصالح القضايا العربية والقضية الفلسطينية تحديدا، تدعم الخطوات الإماراتية”.
وأكد البيان أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك السيادة المطلقة والاستقلالية الكاملة في تسيير علاقاتها وتقدير مواقفها وفق مصالحها الوطنية، ومصالح العرب والمسلمين وقضاياهم العادلة.
وأعربت موريتانيا عن ثقتها المطلقة بقيادة دولة الإمارات، وأنها ستراعي في أي موقف تتخذه مصالح الأمة العربية والشعب الفلسطيني.