نعتقد أن أرضية الملعب السياسي في المشهد الجنوبي صارت اليوم مهيأة لإجراء حوار سياسي حقيقي يشارك فيه الجميع إذا ما تم استيعاب هذا المشهد من قبل ساسة حكما مستوعبين للتوازنات السياسية والجغرافية المطلوبة لنجاح العملية السياسية في الجنوب خاصة بعد تأسيس المجالس الوطنية في عدد من المحافظات التي لها وزن كبير من حيث الثروة والسكان والموقع الجغرافي والحضاري .
والأهم من ذلك إن هذه المجالس تمثل في توازنها الجغرافي كل الطيف السياسي في كل محافظة وتختزن فيها نخبة من القيادات المدنية والعسكرية والاقتصادية ،لهذا صار من السهل الآن جمعها على طاولة الحوار الوطني الجنوبي . لتطرح مشاريعها المتنوعة التي تتضمن في محتواها حل قضيتنا الجنوبية العادلة.
ومن المؤكد إن ما يجمع كل هذه المجالس في تفاصيل قضيتنا الجنوبية أكثر من ما يفرقها واهم قاسم مشترك لكل هذه المجالس هو قضية الجنوب وبالمناسبة نرى إن تعدد الرؤى السياسية التي تم ترجمتها إلى مشاريع سياسية داخل هذه المجالس الوطنية تعتبر ظاهرة صحية بل وصحوه وطنية .
لأنها بتأسيس هذا التعدد ستجنب بلدنا عودة الشمولية مره أخرى وفرض المشروع الواحد الذي جربناه في الماضي الذي ترك لنا في الجنوب آثار تدميرية عانينا منها طويلاً ومازلنا نعاني منها حتى هذه اللحظة ومن زاوية أخرى نجد أن تعدد المشاريع السياسية تمثل ظاهره صحيه لأنها ستجنب ممثلين الجنوب في الاستحقاقات السياسية القادمة من أي ضغوط دولية أو إقليمية قد تفرض عليهم حلول ولكنها لا تلبي طموحات شعبنا في الجنوب الهادف إلى تقرير مصيره . وهنا يجب على ساستنا المحترفين سياسة .
وليس هواة الشعارات السياسية أن يبادروا لهذا الحوار الذي سيؤمن لنا تحقيق أهداف شعبنا في الجنوب الذي قدم تضحيات كبيرة من شهداء وجرحى .. والخ