تقارير

احتماء الإخوان بالمرتزقة لم يوقف انتفاضة الجنوب في لحج

فشل محافظ لحج المحسوب على تنظيم الإخوان في إيقاف انتفاضة أبناء الجنوب ضد فساده بالمحافظة، وذلك بعد أن استعان قبل أيام بمسلحين مرتزقة لحمايته من المظاهرات التي تأخذ منحنى متصاعدا في المحافظة، وهو ما يضع سلطة الإخوان تحت تحدي التعامل مع صرخة الغضب الجنوبية التي انطلقت قبل أسبوعين ومازالت أصداؤها مستمرة حتى الآن.

لدى مليشيات الإخوان قناعة بأن استعانتها بالمرتزقة من الممكن أن يكون لها أثر إيجابي على مستوى إيقاف المظاهرات المشتعلة جراء الفساد وصعوبة الأوضاع المعيشية، وذلك بعد أن وصل الاحتقان الشعبي إلى أقصى درجات الغضب وبالتالي فإنه لن يفيد الاستعانة بالمرتزقة في تلك الحالة، بعد أن وجد أبناء الجنوب أنفسهم لا يستطيعون الحياة مع استمرار حروب الخدمات ضدهم.

يرى مراقبون أن استمرار مظاهرات لحج بمثابة رسالة قوية لمليشيات الشرعية بأنها لن تستطيع التعامل مع غضب الجنوب إذا كان هناك توافق على النزول إلى الشارع مجددا، وأن احتماءها بالعناصر الإرهابية لن يفيدها كثيرا، وإذا تمكنت من تفريق مظاهرة فإن هناك عشرات المظاهرات الأخرى التي قد تندلع من أماكن متفرقة ولن يمكن السيطرة عليها في تلك الحالة حتى وإن اضطرت العناصر الإرهابية للعنف.

يذهب البعض للتأكيد على أن صرخة الجنوب سيكون لها آثار إيجابية على مستوى إرباك مليشيات الإخوان التي كانت تعتقد أنها في مأمن من أي غضب شعبي، وأن صمود أبناء الجنوب يجعلها أكثر حرصا على مستقبلها في الجنوب والذي يأخذ في التلاشي بفعل الجهود السياسية والدبلوماسية والعسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي والتي حصلت على دعم شعبي من خلال المظاهرات الأخيرة.

وتجددت المسيرات الشعبية في مديرية ردفان، بمحافظة لحج، صباح اليوم الأحد، تنديدًا بالغلاء والتدهور الاقتصادي، وذلك بعد أن شهدت المحافظة احتجاجات مماثلة خلال الأسبوع الماضي.

ورفعت المسيرة الحاشدة شعار ردفان تكسر حاجز الصمت، وطافت في الشارع الرئيسي، وسط هتافات منددة بسياسات السلطات المحلية الموالية لتنظيم الإخوان الإرهابي، وحملها المحتجون المسؤولية الكاملة عن انهيار المرافق العامة والخدمات الأساسية، داعين إلى حلول جذرية لإنهاء معاناة المواطنين.

كما شهد مستشفى ردفان العام، اليوم الأحد وقفة احتجاجية نظمها أطباء وممرضون، رفضًا لقرار إبعادهم من كشوفات الاستحقاق بمركز العزل الصحي لمصابي فيروس كورونا.

واتهموا مركز العزل الواقع في مبنى التعليم الفني والتدريب المهني، بتسجيل أشخاص غير مستحقين في الكشوفات وتسلمهم حوافز مالية دون أداء عمل مقابلها، وأشار محتجون إلى عدم تسلم المتعاقدين لأجورهم منذ شهرين، وتكرار الاعتداءات على الطاقم المناوب في الطوارئ.

وكان المدعو أحمد تركي، محافظ لحج الموالي للإخوان، قد استدعى مسلحين مرتزقة لحمايته من المتظاهرين، بالتزامن مع مسيرة الغضب التي شهدتها مديرية الحوطة الاثنين الماضي، وكشفت مصادر موثوقة في تصريحات لـ “المشهد العربي” عن اعتماد المدعو تركي على مسلحين مرتزقة لحمايته منذ خروج مسيرة الحوطة.

وأوضحت أنه لجأ إلى دفع خمسة آلاف ريال لكل مسلح من إيرادات المحافظة، مشيرة إلى تمركز المسلحين داخل مبنى السلطة المحلية في الحوطة، وسكن المحافظة في منطقة صبر بمديرية تبن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى